الجمعة، 19 أغسطس 2011

حياة عمر المختار

الشيخ الشهيد عمر المختار

- طفل يتيم :

ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية..



تربى يتيما ..حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.



تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.

ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم ".

فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم،


أهم معاركة

معركة بئر الغبي 5 رمضان 1342ه الموافق 23/4/1923م
اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن , وليس لنا أن نختار غير ذلك , وإنا لله وإنا إليه راجعون " عمر المختار


تعتبر هذه المعركة من أهم معارك الجهاد التي وقعت في المرحلة الثانية، على موقع بئر الغبي، إلى الجنوب من طبرق بحوالي 80كم وكان قائد هذه المعركة شيخ المجاهدين عمر المختار،


فعندما جاءت سبع سيارات إيطالية مصفحة لمهاجمة المجاهدين في احد نجوع بئر الغبي اشتبك المجاهدون معها وأطلقوا عليها النار، وكان احد المجاهدين يصوب بندقيته نحو سيارات العدو وهو يتغنى بأهزوجة ( دون البطنان راسي عريان دون البطنان نضرب عريان)
والمجاهد عمر بوالحمرة يردد في فرحة النصر على الأعداء (ناضن كراب خاطرهن طاب)
انتهت هذه المعركة بهزيمة الإيطاليين واحرق ستة سيارات مصفحة، أما السابعة فقد لاذت بالفرار وتمكن المجاهدون في هذه المعركة من ابادة أغلبية القوة الإيطالية المهاجمة.
واستشهد من المجاهدين ثلاثة وهم:
1.عبدالحكيم بوهيف الشهيبي
2. احمد امحمد السنيني.
3.ضابط المعية يدعى مرجان السوداني.
وقد سجل الشعر الشعبي فرحة النصر بمعركة بئر الغبي فقال الشاعر الطالب دخيل الشهيبي الذي اشترك في هذه المعركة:

زينك يوم نهار الغبي بيده
سلك يـوم تكتيـفة حســن[1]
اطرمبيلات مافيــهن عقيده
ضليل الراي داعاهن وجن
على طابور متوكــل قلــيده
معركة أم الشافتير (عقيرة الدم):استمر المجاهدون في الجبل الأخضر يشنون الهجمات على القوات الإيطالية وحققوا انتصارات رائعة من أشهرها موقعة يوم الرحيبة بتاريخ 28 مارس 1927م( ) جنوب شرقي المرج قرب جردس العبيد ووقعت بعد معركة الرحيبة معارك ضارية في بئر الزيتون 10 محرم 1335هـ، 10 يوليو 1927م، وراس الجلاز 13 محرم 1335هـ، 13 أكتوبر 1927م. أراد الإيطاليون أن ينتقمون لقتلاهم في معركة الرحيبة، فشرعت تعد العدة للانتقام لقتلاها الضباط الستة وأعوانهم المرتزقة البالغ عددهم (312) في محاولة لإعادة معنوياتهم المنهارة نتيجة لتلك الهزيمة الساحقة تمّ اعداد الجيوش الجرارة، لتتخذ من الجبل الأخضر قاعدة لها على النحو التالي( ):
1-
الجنرال مازيتي القائد العام للقوات الإيطالية قائداً لإحدى الفرق فوق الجبل الأخضر 8 يوليو من مراوة: أربع فرق أرترية - فرقة ليبية - أربع فرق - خيالة - بطارية ارترية.
2-
الكورنيل اسبيرا إنذائي: 8 يوليو من الجراري (جردس الجراري) أوجردس البراعصة أربع فرق أرترية - فرقة ليبية - بطارية ليبية - فرقة غيرنظامية.
3-
الكورنيل منتاري: 8 يوليو من خولان - فرقة أرتريا- فرقة غير نظامية.
4-
الماجور بولي: 9 يوليو غوط الجمل - فرقة مهما ريستا - فرقة سيارات مصفحة - نصف فرقة ليبلير - فصيلين قناصة على الدبابات.ويضاف الى تلك الاستعدادت سلاح الطيران الذي انطلق من قواعده بالمرج ومراوه وسلنطة.لقد كانت قوات الايطاليين ضخمة مما تدلنا على خوفهم ورهبتهم من قوات المجاهدين.
كان عدد المجاهدين مابين 1500 الى 2000 مجاهداً( ) منهم حوالي 25% من سلاح الفرسان ويرفقهم حوالي 12 ألف جمل( ) ومايثقل تحركاتهم من النساء والاطفال والشيوخ والأثاث علمت ايطاليا بواسطة جواسيسها بموقع المجاهدين في عقيرة ام الشفاتير فارادت أن تحكم الطوق على المجاهدين فزحفت القوات الايطالية نحو العقيرة بعد مسيرة دامت يومين كاملين واستطاعت أن تضرب حصاراً حول المجاهدين من ثلاث جهات، وبقوات جرارة تكونت من حوالي (2000) بغل و5000 جندي، 1000 جمل بالاضافة الى السيارات المصفحة والناقلة.
قيادة المعارك
وتولى الزعيم عمر المختار بعد ذلك قيادة الليبيين في معركتين شرستين هما درنة في مايو/ أيار 1913 وبوشمال في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، وقتل وجرح من الإيطاليين في هاتين المعركتين مئات الضباط والجنود، وفروا من أرض النزال مخلفين مؤنهم وأسلحتهم وذخائرهم.
وواصل عمر المختار كفاحه ضد المستعمرين الإيطاليين وكبدهم خسائر فادحة في أكثر من ألف معركة خاضها ضدهم في عشرين عاماً، وفي سبتمبر/ أيلول 1931 تمكن الإيطاليون من أسر عمر المختار وقدموه إلى محاكمة عسكرية صورية حكمت عليه بالإعدام، واستشهد عمر المختار في السنة نفسها بقتله شنقاً بعد عمره حوالي 70 عاماً ملؤها الجهاد والتضحية.

أهم أقوال عمر المختار

انني اؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح، وحينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال اذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه الى النهاية ان الظلم يجعل من المظلوم بطلا، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء0
.

  • نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت.
  • من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر.
  • ان الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك.
  • يمكنهم هزيمتنا اذا نجحوا باختراق معنوياتنا.
  • لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
  • نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح.
  • سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.
  • انني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح.
  • ان الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
  • اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، انا لله وانا اليه راجعون.
  • لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي

قصة اعتقاله (اعدامه)

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،
في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.
سبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما علا الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".
أما المفارقة التاريخية التي أذهلت المراقبين فقد حدثت في سبتمبر 2008 عندما انحنى رئيس الوزارء الإيطالي برلسكوني، ]]، أمام ابن عمر المختار معتذراً عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي، وهي الصورة التي قورنت بصورة تاريخية أخرى يظهر فيها عمر المختار مكبلاً بالأغلال قبيل إعدامه.